تطوير المنطقة امام قلعة قايتباى

 

تقع قلعة قايتباي في نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية، وشيدت في مكان منارة الإسكندرية القديمة التي تهدمت سنة 702 هـ إثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882 هـ وانتهى من بنائها سنة 884 هـ. تبلغ مساحة القلعة 150 متر*130 متر ويحيط بها البحر من ثلاث جهات مما يعرضها بشكل مستمر للأمواج العاتية والنوات التي تشكل تهديداً كبيراً.

قامت الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ بتنفيذ أعمال الحمايةاللازمة لقلعة قايتباي من الأمواج العالية والنحر المستمر بالصخرة الرئيسية المقام عليها القلعة بالإضافة إلى تنمية وتطوير المنطقة أمامها بهدف جذب وتنشيط ودعم الاستثمارات السياحية بالمنطقة.اشتمل المشروع علي إنشاء حائط أمواج بطول 520 متر، ومرسى بحرى بطول 100 متر، ومشاية خرسانية بطول 120 متر منفذة علي خوازيق للسماح بحركة دخول وخروج المياه بالإضافة إلي عدد أربعة أبراج بمدخل ومخرج المشاية بنفس الطراز المعماري لأبراج الحراسة بالقلعة، ولسان حجري بطول 30 متر لربط المشروع بالمنطقة بالمحيطة.

الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للمشروع

تُعد قلعة قايتباى أحد أهم عوامل الجذب السياحى لمدينة الإسكندرية.يهدف المشروع لتنمية وتطوير المنطقة أمام القلعة لجذب وتنشيط ودعم الإستثمارات السياحية وزيادة فرص العمل للشباب من الجنسين بالعديد من الأنشطة المتعلقة بمنطقة القلعة. وتشكل القلعة ومحيطها متنزهاً لسكان مدينة الإسكندرية وزوارها ويمثل تحسين المنطقة من خلال مشاريع الحماية انعكاساً إيجابيًا على جودة حياة السكانعبر توفير بيئة آمنة ومنظمة تحترم تراث المدينة. كما تعتبر حماية قلعة قايتباي حفاظ على جزء مهم من التراث العالمي وذاكرة المصريين، إذ تُعد رمزًا للمقاومة والدفاع عبر العصور ووجودها بحالة جيدة يعزز ارتباط المواطنين بتراثهم ويقوي الشعور بالانتماء، مما يجعلها مركزًا حيًا للثقافة والتراث.

وقد تم الانتهاء من تنفيذ المشروع أوائل عام 2024 بتكلفة حوالي 320 مليون جنيه.

الأبعاد البيئية للمشروع

حيث أن قلعة قايتباى تُعد أثراً تاريخياً هاماً فقد تم التنسيق مع وزارة السياحة والآثار وقطاع الآثار الغارقة قبل وأثناء تنفيذ المشروع في سبيل الحفاظ علي الآثار الغارقة بالمنطقة والتي لا تقدر بثمن، وكذا المحافظة علي الطراز المعماري لمنطقة المشروع حيث تم تنفيذ عدد أربعة أبراج بمدخل ومخرج المشاية بنفس الطراز المعماري لأبراج الحراسة بالقلعة. وروعي في تصميم المشروع توفير الحماية اللازمة للقلعة مع المحافظة علي جودة المياه بالمنطقة أمام القلعة وذلك بتنفيذ المشاية الخرسانية علي خوازيق للسماح بحركة دخول وخروج المياهبمنطقة المشروع كما تم الأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية والارتفاع المتوقع لمنسوب سطح البحر. وتهدف كافة الجهود المبذولة لتحسين حياة السكان المحليين والمساعده على توفير الاستقرار لمواردهم وبيئتهم المعيشية.